علاج القولون ….. إذا عرف السبب بطل العجب!

أخبرتني صديقتي أنها عانت لشهور عدة من البحث عن علاج القولون، ذهبت لأربع أطباء باحثة عن علاج يريحها، فأخبرها الأول أن السبب هو القولون العصبي، أما الثاني فرجح أن السبب قد يكون عاداتها الغذائية، والثالث أخبرها أن حركة أمعائها السريعة هي التي تزعجها، والأخير طلب منها الكثير من التحاليل والأشعة والتي أخيرًا جائتها بإجابة عن تساؤلها.

لذا فأول خطوة في خطة علاج القولون هي معرفة السبب.

ما هي الأعراض التي تسبب انزعاج المرضى بالقولون؟

ينزعج المرضى من عدة أعراض مؤرقة مثل:

• الإسهال.
• الإمساك.
• التقلصات.
• الانتفاخ.
• الغازات.

وتتشابه تلك الأعراض مع الكثير من الحالات المرضية.

ما هي أسباب آلام القولون؟

1- متلازمة القولون العصبي

• من أكثر الأمراض شيوعًا، ويؤثر بالنساء أكثر من الرجال.
• تنقبض الأمعاء بصورة غير طبيعية مسببة الأعراض المزعجة، وتزيد مع التوتر.
• لا يوجد اختبار محدد لتشخيص القولون العصبي، ولكن غالبًا ما يطلب الأطباء تحليل للبراز لاستبعاد العدوى البكتيرية، وتحليل دم لاستبعاد الأمراض مثل السيلياك، أو منظار معوي.
• علاج القولون العصبي يعتمد على علاج الأعراض، فيصف الطبيب علاج للإسهال أو الإمساك أو الانتفاخ حسب الأعراض.
• قد يطلب الطبيب منع بعض أنواع الطعام التي قد تسوء حالة المريض بسببها.

2- داء الأمعاء الالتهابي

لداء الأمعاء الالتهابي أنواع عدة، ولكن سنتحدث عن السببين الرئييسين الذين يسببون التهابًا مزمنًا:

مرض كرون

لا نعرف السبب الحقيقي وراء داء كرون ولكن غالبًا ما يرتبط بالجينات، والجهاز المناعي، والبيئة المحيطة. وتزيد حدة المرض بعدة عوامل منها:

• إذا كان المريض مدخنًا.
• عمر المريض.
• الفترة الزمنية التي مرت على المريض بداء كرون.
• إذا شمل الالتهاب جزء المستقيم.

لتشخيص داء كرون سيحتاج الطبيب للقيام بعدة فحوصات مثل:

• تحليل للدم، للتأكد من نسب الهيموجلوبين ومؤشرات الالتهاب.
• تحليل للبراز، لاستبعاد العدوى البكتيرية.
• قد يحتاج الطبيب لإجراء فحص بالمنظار المعوي، لرؤية أكثر وضوحًا للقولون.
• تصوير إشعاعي بالأشعة السينية أو بالرنين المغناطيسي، لتحديد مناطق الالتهاب.

علاج القولون من داء كرون يعتمد على حدة المرض وغالبًا ما يشمل:

• مضادات الالتهاب: خاصًة الكورتيزون والأمينو سالسيلات، ويستخدمهم المرضى بالدرجات الطفيفة.
• المعدلات المناعية: وتستخدم للتحكم في درجة التفاعل المناعي للمرض.
• المضادات الحيوية: للقضاء على البكتيريا التي قد تسوء حالة المريض بسببها إذا تعرض للعدوى.
• الجراحة: قد يضطر المريض في الحالات المتأخرة من إجراء جراحة للتخلص من الأنجة المتضررة والسيطرة على الالتهاب.

القولون التقرحي

يحدث عندما تلتهب البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة مسببةً التقرحات في تلك المناطق، لا تظهر أعراض مرضى القولون التقرحي بشكل مفاجئ، ولكن تتدرج الأعراض لدرجة النزف الشرجي، والأنيميا والإعياء وآلام المفاصل.

طرق التشخيص والعلاج وأسباب المرض وحتى الأعراض تتشابه كثيرًا مع كرون.

إذًا ما الفرق بين القولون التقرحي وكرون؟

الفرق هو موقع المرض، فكرون قد يصيب أي جزء من جهازك الهضمي، من الفم إلى الشرج، أما بالنسبة للقولون التقرحي فيصيب القولون والجزء الأخير من الأمعاء فقط.

3- مرض سيلياك

وهو مرض مناعي، يهاجم الجهاز المناعي لمريض الأمعاء عندما يتناول الجلوتين (بروتين موجود في القمح والشعير). وهو مختلف عن حساسية الجلوتين. مع الهجوم المناعي المتكرر على الأمعاء قد يتسبب بتدمير بطانة الأمعاء فتفقد قدرتها على امتصاص المواد الغذائية. لذا من المهم جدًا التشخيص المبكر لمرض سيلياك. تشمل الأعراض المغص، والانتفاخ، والقئ، والإسهال.

إذا راود الطبيب شكٌ بأن الأعراض ترجع لسيلياك فيطلب تحاليل لتأكيد التشخيص:

• تحليل الدم، للكشف عن الأجسام المضادة.
• التحليل الجيني.

إذا تأكد الطبيب من التشخيص غالبًا ما يطلب منظارًا لفحص الأمعاء واكتشاف مدى الضرر. ويكون العلاج هنا بمنع كل المنتجات التي تحتوي على الجلوتين من النظام الغذائي. وتعويض الجسم بالفيتامينات والمعادن التي فقدها الجسم نتيجة سوء الامتصاص.

4- عدم  تحمل اللاكتوز

حالة مرضية يفقد الجسم فيها القدرة على تكسير نوع من أنواع السكر يسمى اللاكتوز، ويوجد بمنتجات الألبان. عدم تكسيره يعني عدم امتصاصه، وعند عدم امتصاصه يكون وجبة للبكتيريا الموجودة بالقولون! متسببًا في الأعراض المزعجة كالانتفاخ وآلام البطن.

تحدث الأعراض بعد نصف الساعة إلى الساعتين من تناول منتجات الألبان.

طرق تشخيص عدم تحمل اللاكتوز:

• اختبار الهيدروجين في هواء الزفير الذي يخرج عندما تستخدمه الباكتيريا الموجودة في الأمعاء بعد تناول المريض لسائل يحتوي على اللاكتوز.
• فحص تحمل اللاكتوز حيث يقوم الطبيب بفحص المريض الصائم بعد إعطائه اللاكتوز لمراقبة ظهور أي أعراض عدم تحمل، ثم يقيس نسب السكر بالدم، إذا لم يكن هناك أي ارتفاع بسكر الدم يتأكد الطبيب من التشخيص.

ويكون العلاج في تلك الحالة بمنع منتجات الحليب.

عزيزي القارئ، يوجد الكثير من الحالات المرضية التي تتشابه في أعراضها خاصة تلك المرتبطة بالقولون. لذا استمع إلى طبيبك وأخبره عن كل معلومة قد تساعده في تشخيص حالتك ليتمكن من تحديد علاج القولون الصحيح. وتذكر أن المتابعة الطبية الجيدة ستحميك من المضاعفات غير المرغوبة.